رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٨٦
الآيات ولا تأويلا لها، وإنما هو رفع الإبهام عن الآية بالآية المقابلة لها، وترى ذلك التقابل والانسجام في آيات أخرى، غير أن الجميع سبيكة واحدة.
١ - (وجوه يومئذ مسفرة) يقابلها: (ضاحكة مستبشرة).
٢ - (ووجوه يومئذ عليها غبرة) يقابلها: ﴿ترهقها قترة﴾ (1).
فإن قوله (ضاحكة مستبشرة) قائم مقام قوله (إلى ربها ناظرة) فيرفع إبهام الثاني بالأول.
3 - (وجوه يومئذ خاشعة) يقابلها: (عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية) (الغاشية / 2 - 4).
4 - (وجوه يومئذ ناعمة) يقابلها: (لسعيها راضية * في جنة عالية) الغاشية / 8 - 10).
أنظر إلى الانسجام البديع، والتقابل الواضح بينهما، والهدف الواحد، حيث الجميع بصدد تصنيف الوجوه يوم القيامة، إلى ناضر ومسفر، وناعم وإلى باسر، وأسود (غبرة) وخاشع.
أما جزاء الصنف الأول فهو الرحمة والغفران، وتحكيه الجمل التالية:
إلى ربها ناظرة، ضاحكة مستبشرة، في جنة عالية.
وأما جزاء الصنف الثاني فهو العذاب والابتعاد عن الرحمة،

(١) عبس: ٣٨ - 40.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»