دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٢٠٠
المبحث الثاني العدل الإلهي والمتكلمون المسلمون تمهيد:
لقد أولى المتكلمون المسلمون، صفة العدل أهمية كبرى، حتى رأينا بعض أهم مدارسهم، تجعل العدل من الأصول الاعتقادية التي تأتي بعد التوحيد مباشرة. بل ربما قدمتها على التوحيد نفسه.
والسر في ذلك - كما يبدو لي - هو أن التوحيد، وإن كان من أعظم الأصول التي يجب على الإنسان أن يعتقد بها، إلا أنه لما كان صفة من صفات الذات الإلهية المقدسة، لم يكن له ذلك الارتباط الذي للعدل بالإنسان.
في حين، أن العدل، لما كان صفة للفعل الإلهي، ولما كان موضوع الفعل الإلهي هو الكون بما فيه الإنسان، اكتسبت صفة العدل تلك الأهمية، من حيث ارتباطها بهذا الإنسان من جهة ما يراد به أو له من قبل الله سبحانه.
وما يراد به أو له من قبل الله يجب أن يظلله العدل من جانبه سبحانه.
أ - العدل عند الأشاعرة:
لقد ذهب الأشاعرة، إلى أن من أبرز الصفات الإلهية القدرة والعلم والمشيئة.
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: مدرسة الأشاعرة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»