ج - أهم الأدلة العقلية على عدل الله:
تمهيد:
الله واجب الوجود لذاته، وهو العالم المطلق، والغني المطلق.
لماذا؟
لأنه لو جاز عليه الجهل بوجه من الوجوه لجاز عليه النقص.
ولو جازت عليه الحاجة بوجه من الوجوه لجاز عليه النقص أيضا.
ولو جاز عليه النقص لجازت عليه الزيادة، بحكم التقابل. وذلك كله مستحيل في حقه تعالى.
لأن النقص والزيادة، لا يعرضان إلا للأجسام. والله سبحانه - كما سبق وبرهنا عليه في محله - تستحيل عليه الجسمية، فيستحيل عليه الجهل، كما تستحيل عليه الحاجة.
فلا بد إذن، من أن يكون غنيا عالما.
الدليل الأول إن مقتضى كونه سبحانه عالما مطلقا، كما ذكرنا في التمهيد، أنه يعلم قبح القبيح.
ومقتضى كونه الغني المطلق - كما ذكرنا في التمهيد أيضا - أنه مستغن عن فعل القبيح، بل يستحيل صدوره عنه، إذ لا داعي له إلى فعله.