دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٢١١
من الآراء المحمودة والتأديبات الصلاحية التي هي قسم من القضايا المسماة بالمشهورات، والتي يحكم بها العقل العملي ولا واقع لها إلا تطابق آراء العقلاء عليها (1).
وعليه، فإذا كان العقل يحكم بحسن العدل وقبح الظلم بذاتيهما، فلا بد وان يعمم هذا الحكم العقلي، من دون استثناء بحسب اختلاف الفاعلين، إذ لا تخصيص في حكم العقل أبدا.
ج - الرأي المختار في المسألة:
والذي يبدو لي، في مقام الجواب على مشكلة الآلام هذه، وما يخطر ببالي من حل لها بإيجاز ما يلي:
إن عندنا مسلمتين اثنتين:
الأولى: إن الله عادل.
الثانية: إن أي شئ يحدث في هذا العالم، فلا بد من الالتزام بأن الله سبحانه هو الفاعل ما منه الوجود له.
ومعنى الفاعل ما منه الوجود، هو أنه مفيض الوجود عليه وخالقه.

(1) راجع للاطلاع على رأي الأشاعرة وبيان وجوه ضعفه مناقشات هذا الموضوع كله كتاب أصول الفقه للشيخ محمد رضا المظفر الجزء الثاني ص 216 وما بعدها كما لا بأس بمراجعة كتاب (المنطق) لنفس المؤلف الجزء / 3 / 17 وما بعدها لتطلع على المراد من العقل العملي والعقل النظري ومجال حكم كل منهما مع توضيح كاف لأقسام القضايا.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»