دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٨٦
معنى وحدة الذات والصفات:
ومعنى وحدة الذات والصفات، هو اننا لو أخذنا الصفات الذاتية، كالعلم والقدرة والحياة، فإننا لن نجد شيئين، ذاتا وعلما، أو ذاتا وقدرة، أو ذاتا وحياة.
وبالتالي، لن نجد شيئين، ذاتا وصفة مغايرة لها زائدة عليها، ولعل عبارة الفارابي تصور هذا المعنى أدق تصوير حيث يقول وجود كله. وجوب كله. علم كله. قدرة كله.
حياة كله. وليس شئ منه علما، وشئ منه قدرة، وشئ منها حياة.
أ - الإمامية ورأيهم في المسألة:
وقد ذهب الامامية قاطبة (1)، إلى القول بعينية الذات والصفات.
كما ذهب إلى نفس القول بعض المعتزلة.
ب - رأي بقية متكلمي المسلمين:
وأما بقية متكلمي المسلمين، فقد ذهبوا إلى خلاف هذا الرأي على أقوال منها:
قول ذهب إليه الأشعري وأتباعه وبقية أهل الحديث (2)، هو ان صفاته تعالى مغايرة لذاته وزائدة عليها. فهو عند هؤلاء عالم بعلم مغاير لذاته، قادرة بقدرة مغايرة لذاته، وقس على ذلك بقية الصفات.

(١) راجع شرح تجريد الإعتقاد للعلامة الحلي ٢٢٩ وكتاب المبدأ والمعاد لصدر المتألهين. وكشف الحق ونهج الصدق للعلامة الحلي.
(2) الملل والنحل للشهرستاني 1 / 94 - 95 كما يراجع الكشف عن مناهج الأدلة لابن رشد الفيلسوف 165 وما بعدها.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»