دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٨٢
موجود، كما أن كل حي محتاج في حياته حدوثا وبقاء إليه، فكيف يهب الحياة لو كان فاقدا لها. وإذا ثبت أنه حي، فان من خصائص الحي، أن يعلم ذاته، كما يعلم غيره.
و - دليل نفي علمه سبحانه بذاته:
وقد استدل الفلاسفة على ما ذهبوا إليه، من أن الله لا يعلم ذاته بأن العلم، لما كان إضافة قائمة بين طرفين، عالم ومعلوم، كان ذلك يستدعي ضرورة المغايرة بين هذين الطرفين. وحينئذ، إذا قيل بأنه سبحانه يعلم ذاته، فمعنى ذلك أن علمه مغاير لذاته، مع أن الواجب واحد من جميع الجهات.
نقاش:
وقد أجيب (1) عن هذا الدليل بأن الإشكال باستلزام القول، بأنه سبحانه يعلم ذاته، مغايرة علمه لذاته، إنما يتم فيما إذا أريد من المغايرة بين العالم والمعلوم، المغايرة الحقيقية، دون ما إذا أريد منها المغايرة الاعتبارية، وهنا، يكفي في المغايرة بين العالم والمعلوم، المغايرة الاعتبارية، وهي حاصلة في الذات العالمة.
إذ أن فيها لحاظين، لحاظ كونها عالمة، ولحاظ كونها معلومة، وهي بأحد اللحاظين، مغايرة لها باللحاظ الآخر.
ز - دليل نفي علمه سبحانه بالجزئيات:
واما ما استدل به بعض الفلاسفة على ما ذهبوا إليه، من نفي علمه سبحانه

(1) راجع شرح التجريد للعلامة الحلي 221.
(١٨٢)
مفاتيح البحث: العلامة الحلي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»