دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٤٣
المبحث الثالث وحدة الذات والصفات تمهيد وتنبيه:
لا بد من التنبيه، قبل أن ندخل في هذه المسألة، مسألة الذات والصفات ووحدتهما، على أنه ليس معنى هذه الصفات أن الإنسان استطاع أن يدرك بالحس أو العقل، حقيقة الذات الإلهية وينفذ إلى معرفة كنهها، إذ إن ذلك أمر مستحيل.
فالحس إنما يدرك ما يمكن أن يقع تحت متناولة، والله سبحانه ليس جسما حتى يدرك بالحس. والعقل، إنما يستعمل الطريقة الاستنباطية في عملية الإدراك، والتي تتدرج من الكليات إلى الجزئيات. والله سبحانه، كما أنه ليس جزئيا، لعدم صدق الغير عليه.
كذلك ليس هو بالكلي، لأنه لا يصدق على الغير.
وإذا كانت الذات الإلهية فوق الحس والعقل، استحال على الإنسان إدراك حقيقتها، لانحصار معرفته بهذين الأمرين.
ولهذا ورد عن النبي (ص) ان الله احتجب عن العقل، كما احتجب عن الأبصار، وان الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم (1).

(1) راجع أصول الكافي للشيخ الكليني كتاب التوحيد.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»