وارتقائه، وإلا، فلماذا حصل هو بالخصوص على هذه المميزات في طبيعته دون غيره من الحيوان.
ولماذا شمله التطور هو حتى بلغ القمة، وبقيت سائر أفراد الحيوان حيث هي في الحضيض؟
فنظرية التطور، على ضوء كل ما تقدم لا تعدو أن تكون موقفا متأرجحا من جملة المواقف التي أدى إليها عصر النهضة، كردود فعل للموقف الظالم والمستبد الذي وقفته الكنيسة الرسمية في العصور الوسطى وما بعدها من الإنسان، حريته وعقله وكرامته.
وغالبا ما تميزت ردود الفعل هذه بالعاطفة والعناد والارتجال، العاطفة التي تشل العقل وتمنعه من الرؤية الواضحة والعناد الذي لا يقيم للموضوعية وزنا ولا قيمة - والارتجال الذي يؤدي دائما إلى النتائج الفاسدة إن لم تكن المدمرة.
ويبقى الإنسان ذلك الكائن المتفرد من بين مخلوقات الله، منذ أولى لحظات وجوده في القمة، سيد الكون وخليفة الخالق على الأرض، يطور الحضارة ويغنيها بكل ما يحقق له السعادة والكمال.