خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٠٥
وهو بمعنى الظهور، لكن لا عن خفاء وكتمان، وإنما ارتداء، أي الظهور بعد أن لم يكن الشئ موجودا من قبل.
وبتعبير أخصر: الوجود بعد العدم.
ومنه ما جاء في قصة النبي إبراهيم (ع) والذين معه: (إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم، وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) الممتحنة 4 -.
أي نشأت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء.
هذا في اللغة.
وأما في الاصطلاح:
فالبداء:
هو الإظهار أو الإبداء في القضاء الموقوف.
شرح التعريف:
ولأن البداء يرتبط بنوع من أنواع القضاء، وهو القضاء الموقوف، وهو ما يعرف بالقضاء غير المحتوم أيضا، يتوقف ايضاحه وبيان المقصود منه على بيان أقسام القضاء، فنقول:
ينقسم القضاء الإلهي إلى قسمين: المحتوم والموقوف (المشروط).
1 - القضاء المحتوم، وقد يسمى (المبرم) أيضا. ويتمثل في خطين أو نوعين هما:
أ - القضاء الذي اختص به الله تعالى، فلم يطلع عليه أحدا من خلقه.
ب - القضاء الذي أخبر الله تعالى أنبياءه وملائكته بأنه سيقع حتما.
2 - القضاء الموقوف (المشروط):
وهو القضاء الذي أخبر الله تعالى أنبياءه وملائكته بان وقوعه في الخارج موقوف على
(١٠٥)
مفاتيح البحث: النبي إبراهيم (ع) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»