حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ١٠٣
مصادر تاريخية مضادة ظهر في مقابل المصادر المتقدمة مصادر أخرى مالت عن الحق ولكن في الاتجاه المعاكس، وكأنها ردة فعل.. ومثال هذا النوع من الكتب: كتاب أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي، الذي عرفه النجاشي باسم (كتاب البدع المحدثة) وهو مطبوع باسم (كتاب الاستغاثة) طبعة قديمة في دار مجهولة، مما يوحي بأنه كتاب غير مجاز.
وقد قال النجاشي في هذا المؤرخ وفي سائر كتبه ما نصه: أبو القاسم الكوفي رجل من أهل الكوفة كان يقول إنه من آل أبي طالب، وغلا في آخر أمره وفسد مذهبه، وصنف كتبا كثيرة أكثرها على الفساد.
ثم ذكر منها: كتاب البدع المحدثة، وكتاب تناقض أحكام المذاهب الفاسدة، ووصفه النجاشي بأنه تخليط كله (1).
وقال فيه ابن الغضائري: أبو القاسم الكوفي، المدعي العلوية، كذاب غال صاحب بدعة ومقالة، رأيت له كتبا كثيرة خبيثة (2).
وزاد العلامة الحلي على ذلك فقال:
أقول: وهو المخمس، صاحب البدع المحدثة، وادعى أنه من بني هارون ابن الكاظم عليه السلام.. ومعنى التخميس عند الغلاة لعنهم الله: أن سلمان

(١) رجال النجاشي: ٢٦٥ - ٢٦٦ وهذا صريح في نقض ما ادعاه الدكتور علي حسين الجابري:
من أن " كثيرا من كتبه وباعتراف المؤرخين كانت في فترة استقامته الاثنا عشرية " الفكر السلفي عند الشيعة الاثنا عشرية: ٢٠٧.
(٢) الرجال / لابن داود: ٢٥٩ - ٢٦٠، وانظر أيضا: معجم رجال الحديث ١١: ٢٤٦ - 247 / 7876.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 99 100 101 102 103 104 105 107 109 110 ... » »»