حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٨٣
وبكل حزم، وبعيدا عن التساهل، لقطعنا شوطا عظيما على الصعيدين معا: صعيد التقريب، وصعيد التصحيح.
يقول السيد فضل الله: " إننا نعتقد أن حركة الاجتهاد الشيعي لا بد أن تواجه مسألة التفاصيل العقيدية بنفس القوة والدرجة التي واجهت بها مسألة التفاصيل الشرعية في فروع الأحكام " (1).
ويرى الإمام عبد الحسين شرف الدين: " أن السنة منهاج الإسلام، ودستور الحياة اللاحب في كل ما يجب أن تصاغ الحياة على مثاله في الأخلاق والعقائد والاجتماع والعلم والآداب، فلا يصح في منطق أن نسكت عن هذا الدخل الشائن لجوهر الإسلام وروحه الرفيعة المنادية بالتحرر والانعتاق من كبول العقائد السخيفة والخرافات التي يسبق إلى الذهن استنكارها.. وإذن فالواجب تطهير الصحاح والمسانيد من كل ما لا يحتمله العقل " (2).
البعد الثالث: مصادر التدوين النظرة إلى مصادر التدوين تكشف كثيرا من الغبار المثار بوجه الحقيقة..
وبكل سرعة وإيجاز:
فحين أوعز إلى ابن جريج وأبي بكر بن حزم بجمع الحديث النبوي، كان بينهما محمد الباقر وزيد ابنا علي بن الحسين عليه السلام. فكان الأولان هما المعنيان بذلك فقط مع أنهما لم يكونا أكثر علما وأمانة من الآخرين!!
وحين أوعز إلى الزهري أن يدون الحديث والسيرة، كان محمد الباقر

(1) المصدر نفسه: 9.
(2) أبو هريرة / للسيد شرف الدين: 6 - 7.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 89 ... » »»