حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٥٢
الذي هو أصح التفاسير في رأي ابن تيمية، عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي، التي هي من أولى آيات الصفات ورودا في القرآن الكريم.
فقد نقل الطبري عن ابن عباس من طريقين أنه قال: " كرسيه: علمه "، ثم انتخب الطبري هذا المعنى وأيده بما رواه من استخدام الكرسي بمعنى العلم في الشعر العربي، وقد تقدم آنفا مع أمثلة أخرى.
ويزيد في الصدمة أن من تتبع التفاسير لم يجد عن أحد من الصحابة أنه فسر الوجه أو اليد أو العين عند ورودها في الآيات الكريمة منسوبة إلى الله تعالى وفق مقتضاها المفهوم المعروف الذي يذهب إليه ابن تيمية، بل ذهبوا إلى التأويل وعدلوا إلى المجاز في جميع هذه المواضع.
ففسروا " اليد " بالقوة، كما عن ابن عباس وسائر المفسرين في قوله تعالى: " والسماء بنيناها بأيد " (1).
وفسروا " الوجه ": بالثواب، في ستة مواضع، وهي:
قوله تعالى: " وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله " (2).
وقوله تعالى: " والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم " (3).
وقوله تعالى: " ذلك خير للذين يريدون وجه ربهم " (4).
وقوله تعالى: " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله " (5).
وقوله تعالى: " إنما نطعمكم لوجه الله " (6).

(١) تفسير الطبري ٢٧: ٧ - والآية من سورة الذاريات ٥١: ٤٧.
(٢) البقرة ٢: ٢٧٢.
(٣) الرعد ١٣: ٢٢.
(٤) الروم ٣٠: ٣٨.
(٥) الروم ٣٠: 39.
(6) الدهر 76: 9.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»