من أجل الانتصار لمذهبه، وليس هذا موضع ذكرها، وإنما الغرض التنبيه إليها، وإلى متابعته عليها من غير نظر ولا تحقيق تعد مجانبة للعلم، وسوف لا تكون في صالح التقريب البتة.
خلاصة خلاصة القول: إن أكثر مواضع الخلاف المنتشرة في التفاسير التي قامت على المنهج العقلي والرأي الملتزم بالضوابط الأصولية، قد نجمت من خلافات مسبقة في الاعتقادات، لذا لا ينبغي النظر إليها وكأنها حقائق دينية ثابتة لا يتطرق إليها الخطأ.
وهذه حقيقة لسنا أول من يقول بها، بل إن سائر المفسرين قد أدركوها، لذا نجدهم لا يعتبرون أقوال من سبقهم من أهل التفسير حجة، فربما خالفوهم وربما استشهدوا بأقوالهم واستأنسوا بها من غير أن تكون عندهم حجة قاطعة غير قابلة للنقاش.