حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٤٧
- والذي يذهب إلى التنزيه، يوجب العدول من الحقيقة إلى المجاز في كل موضع لا يتفق والتنزيه الذي اعتقده..
- والذي يذهب إلى جواز المتعة من ظاهر قوله تعالى " فما استمتعتم به منهن " (1) على ما يفهم من ظاهر اللفظ واستعماله.
- والذي لا يجيز ذلك، يصرفه عن هذا المعنى مستفيدا من اللغة..
وهكذا.
وفي سائر هذه الاختلافات لم يكن المفهوم من اللغة هو الأصل الذي نشأت منه الاعتقادات، وإنما العكس هو الذي كان!
ويظهر هذا جليا في كثرة النزاع في تفسير آية الوضوء وطبيعة الاستفادة من اللغة في نصرة المذهب!
ونظيره أيضا يظهر في النزاع الدائر في تفسير آية سورة التوبة: " إذا يقول لصاحبه لا تحزن " الآية!
ونظيره أيضا ما ذهب إليه علي الجبائي في تأويل قوله تعالى: " إلى ربها ناظرة " (2)، إذ قال: إن (إلى) هنا ليست حرف جر، بل هي الاسم المشتق من (آلاء) أي نعم، فهي تنتظر نعم ربها (3).
مع أن الذهاب إلى هذا المعنى لا يقتضي هذا القدر من التكلف، خصوصا مع ورود هذا الاستخدام في اللغة كثيرا، كقول الشاعر:
وجوه يوم بدر ناظرات * إلى الرحمن تنتظر الخلاصا وقول الشاعر:
إني إليك لما وعدت لناظر * نظر الفقير إلى الغني الموسر

(١) النساء ٤: ٢٤.
(٢) القيامة ٧٥: ٢٣.
(٣) تطور تفسير القرآن: ١٠٦.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»