حكم الأرجل في الوضوء - السيد علي الميلاني - الصفحة ٥١
ابن سعد: أن عثمان أسر إليه سرا فأخبر به عبد الرحمان بن عوف فاستأمن له عبد الرحمان عثمان، وأخبره بما أخبر به، فغضب عليه عثمان ونفاه " (1). وقال الذهبي: " ذكره ابن سعد في الطبقات فقال: لم أرهم يحتجون به. وقد أورده البخاري في الضعفاء. لكن ما قال: ما بليته قط " (2) قلت: فالحديث ضعيف عند البخاري نفسه!
هذا بالنسبة إلى سند الحديث عند البخاري.
وأما مسلم فأسانيده كلها تنتهي إلى " حمران " وفي طريقين منها " ابن شهاب الزهري ". وفي الثالث: " الدراوردي " وقد عرفته. " عن زيد بن أسلم " وهو مولى عمر.
فمولى عمر يروي عن مولى عثمان! وهذا الرجل أورده الذهبي في ميزانه قال: " تناكد ابن عدي بذكره في الكامل - فإنه ثقة حجة - فروى حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وهم يتكلمون في زيد بن أسلم فقال لي عبيد الله بن عمر: ما نعلم به بأسا إلا أنه يفسر القرآن برأيه " (3).
قلت: إذا كان يفسر القرآن برأيه فهو ممن يتبوأ مقعده من النار كما في الأحاديث المتفق عليها، فكيف لا يكون به بأس؟ وكيف يكون ثقة حجة؟ وكيف يقال لمن ضعفه أنه تناكد؟!
هذا، وقد ذكر ابن حجر عن ابن عبد البر أنه كان يدلس (4).
هذا كله بالنسبة إلى السند. ولو تنزلنا فإن أحاديث وضوء عثمان متعارضة، كما سنشير فيما بعد.
الحديث عن عبد الله بن زيد:
وأخرج مسلم حديث غسل الرجلين عن عبد الله بن زيد بن عاصم قائلا:
" حدثني محمد بن الصباح، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري - وكانت له صحبة - قال:

(١) تهذيب التهذيب ٣ / ٢١.
(٢) ميزان الاعتدال ١ / ٦٠٤.
(٣) المصدر نفسه ٢ / ٩٨.
(٤) تهذيب التهذيب ٣ / 342.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»