تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ٢ - الصفحة ١٠٤
وقال في ص 624:
فإن جعفرا يفضل الأخذ من علي لا عن رسول الله.
أقول: هذا بهتان عظيم، وقد تبرأ منه في الهامش، حيث قال: ونبري جعفرا من هذه الزندقة وسائر أهل البيت عليهم السلام.
وقال في المتن قبل هذا الكلام بسطور: قال أبو عبد الله (أي جعفر بن محمد عليهما السلام) - كما يزعمون -: ما جاء به علي رضي الله عنه آخذ به، وما نهى عنه أنتهي عنه.
وليس معناه - كما هو واضح - أنه يفضل الأخذ من علي عليه السلام على الأخذ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل معناه بأن عليا عليه السلام باب علم رسول الله، كما قاله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف حتى بين أهل السنة: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها.
وقال في ص 670:
فكيف لا يبين الله ذلك في كتابه ويذكر الأئمة بأسمائهم وأعيانهم؟. ولا يوجد لأئمتهم ذكر في كتاب الله؟
أقول: التصريح بأسماء الأئمة عليهم السلام في آية من القرآن الكريم ربما يجعلها حسب أهوية المحامين للخلفاء المتقلدين لأمر الخلافة من غير نصب رسول الله في معرض الشك بكونها من القرآن الكريم، وربما يدعى عدم كونها آية من القرآن، فإن القرآن لم ينزل كما هو اليوم بصورة كتاب بين الدفتين، بل نزلت آياته متفرقة في ثلاث وعشرين سنة في شؤون مختلفة، لا على هذا الترتب الذي روعي في جمعه.
وكان ينجر ذلك إلى تحريف القرآن الذي هو محور دين الله وكتاب الله الباقي بين الناس إلى يوم القيامة.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»