ما نصه: هذه الآية من أعظم الأدلة على الرجعة، لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون يوم القيامة من هلك ومن لم يهلك.
أقول: روى القمي في تفسيره ٢: ٧٥: بهامش قوله تعالى: (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون):
فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام، قالا: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة. فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة، لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون إلى القيامة من هلك ومن لم يهلك.
قوله: (لا يرجعون) أيضا عنى في الرجعة، فأما إلى القيامة فيرجعون حتى يدخلوا النار.
فالآية تدل على رجعة بعض الناس إلى الدنيا لا محالة، وأما قوله تعالى: ﴿ألم يروا كم أهلكنا من القرون أنهم إليهم لا يرجعون﴾ (١)، أسلافهم لم ترجع إليهم.
وكذا قوله تعالى: ﴿ولا إلى أهلهم يرجعون﴾ (2)، معناه أنهم لا يرجعون في حال حياة أهلهم. وهذا غير الرجعة في آخر الزمان.