تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية - أبو طالب التجليل التبريزي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
مشهور في تاريخ الشيعة، وكما يشهد له ما روي عنهم عليهم السلام: ما منا إلا مسموم أو مقتول (1). لكن خوف قتل ابن الحسن العسكري عليهما السلام عند كونه طفلا رضيعا هو نتيجة لانتشار الأخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام والدالة على أن مهدي آل محمد الذي يهدم بنيان الظلم ويقطع دابر الظلمة، هو ابن الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري عليهما السلام، فصار موجبا لاخفاء ولادته إلا عن الخواص صونا لحياته الشريفة من تعرض أيادي الحكومة العباسية الجائرة وعمالها.
وقد كان أهل بيت الإمام الحسن العسكري عليه السلام تحت مراقبة شديدة من جانب الحكومة لا سيما حين وفاته عليه السلام، وقد تفحصوا البيت وأهله عندها بأمر الخليفة العباسي ولم يجدوا منه أثرا، لكنه ظهر بغتة بمرأى ومنظر منهم وهو ابن خمس سنين، وعرف نفسه وصلى على جسد أبيه ثم غاب عن نظرهم، فدخلوا بيته ليأخذوه لكنهم لم يقدروا عليه بإعجازه.
وقال في نفس الصفحة:
واختلف الشيوخ على النيابة، وكل يخرج توقيعا، أي ورقة من الطفل يلعن بها الآخر.
أقول: النواب الأربعة لصاحب الامر عليه السلام في الغيبة الصغرى معروفون يعرفهم جميع الامامية، وكانت توقيعات صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف تصور على يد هؤلاء، وكان خطة في الكتابة معروفا، وكان كثير من التوقيعات مقرونا بالاعجاز والاخبار عن المغيبات يصدق بها صدورها عنه (عليه السلام)، كما سنبينه على التفصيل في محله.

(١) انظر بحار الأنوار ٢٧: ٢١٧ / 19 و 43: 364 و 44: 139.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»