بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ٣٥
أخبر عنه عيسى وقد تبعه وقتها أناس وفرق.
ثانيا: يستفاد من الآثار والتواريخ الإسلامية ما ذكر عن انتظار القادة السياسيين وعلماء الدين المسيحي لأيام الرسول الأكرم وإنهم كانوا ينتظرون موعود الإنجيل، ويذكر صاحب الطبقات الكبرى موقف ملك الحبشة بعد أن قرأ كتاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله بيد سفيره إليه والتفاته بعد انتهائه من القراءة إلى السفير ليقول له: " أنا أشهد على أنه الرسول الذي وعد به أهل الكتاب كما وعد موسى وأخبره بنبوة عيسى في توراته وقد وعد عيسى في إنجيله عن نبوة آخر الزمان وأعطى علائم وشواهد الرسول الذي سيأتي من بعده " وكذلك عندما وصل كتاب الرسول إلى قيصر الروم وأتم قراءته حقق في أمر الرسول الأكرم وأجاب بكتاب جاء فيه: قرأت كتابك وتعرفت على دعوتك، وكنت أعلم أن رسولا سوف يرسل، ولكني كنت أظن بأنه سوف يأتي من الشام، يستفاد من هذه النصوص التاريخية إنهم كانوا ينتظرون نبيا، ومن المؤكد إن مثل هذا الانتظار له جذور إنجيلية.
ج 1 إنجيل يوحنا (14: 29) ج 3 إنجيل يوحنا (16: ج 7 15) ج 2 إنجيل يوحنا (15: 26) شرح للقرائن:
ا - بدأ المسيح حديثه هكذا " إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، وسأطلب لكم من الآب " فارقليط " آخر (1).
أولا: - نفهم من الطريقة التي تحدث بها المسيح، حيث جعل المحبة أول كلامه، أن هناك احتمالا لعدم قبول البعض للشخص الذي سيأتي من بعده والذي بشر به لذا حاول المسيح تحريك العواطف حتى يدفع ذلك البعض إلى القبول. فإذا كان المقصود بهذا التحريك هو " روح القدس " الذي تصور البعض إن لفظ الفارقليط يعنيه ج ففي هذه الحالة ج لا موجب لتهيئة الأرضية من أجل روح القدس بهذا الشكل العاطفي، لكونه لا يحتاج إلى ذلك، لأن " روح القدس " بعد النزول كان له في القلوب والأرواح أثر عميق أزال معه كل الشكوك والإنكارات، ولكن إذا كان المقصود هو النبي الموعود لا تأثير له
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»