بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ٣٩
المثال ما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا كما يلي:
" أيها الأحبة لا تصدقوا كل روح، بل عليكم اختبار الأرواح على أنها من الله أومن غيره، لأن الأنبياء الكذابين ازدادوا في العلم " فمن هنا نعلم أن كل روح تتجسد في عيسى المسيح هي من الله، وكل روح تتنكر لتجسد عيسى ليست من الله وهكذا تلك الروح المخالفة للمسيح، وأن الدجال الذي سمعتم به بأنه سيأتي، موجود في العالم.
نحن من عند الله وكل من يعرف الله يسمع حديثنا، ومن لم يكن من عند الله لا ينصت لنا، ومن هنا تمكن من التمييز بين روح الحق وروح الضلالة (رسالة الأولى ليوحنا 4 / 12 - 7) هذه الجمل تشير إلى استخدام لفظة " الروح " وإشاعتها في غير " روح القدس " وإن ذيل الآية يشير بصراحة إلى أن كل شخص يدعو إلى الحق والصواب، يكون روحا حقيقية وكل فرد يدعو إلى الضلالة تكون روحه روح ضلال.
وبناء على هذا، تكون المقولة المطلقة على النبي الموعود من أنه روح حقيقية، لكونه سيدعو الناس إلى الحق والحقيقة، وإن هذا النوع من التعبير بين شعوب العالم كثير " وسائغ "، وإن التدقيق في ذلك يبتعد كثيرا بالمدقق عن الشك والشبهة.
السؤال الثاني: - هكذا قال المسيح بحق الفارقليط: إن العالم لا يتمكن من قبوله لأنهم لن يرونه ولن يعرفونه في الوقت الذي عرف فيه النبي محمد r وشاهده الآلاف من الأشخاص فكيف ذلك؟
الجواب: - إن المقصود من المشاهدة أو الرؤية هو المعرفة ببصيرة الفؤاد وهذا ما حصل بالفعل للمسيحيين الذين لم يتعرفوا على رسول الإسلام أو لم يروه. وإن الاستعمال بين الناس معروف ويرى بكثرة حتى في العهدين، فمن باب المثال: يقول البعض أن فلانا يمتلك فهما ولا يفهم ويمتلك عينا ولكنه لا يبصر بها، وهكذا قال أشيعا بحقهم ( ستسمعون باتصالهم ولكن لن تفهموا، نظروا ولكنهم لم يروا شيئا أو يسمعوا شيئا ) (1).
وكذا الأمر بالنسبة للمعرفة حيث لم يتعرفوا على حقيقة رسول الإسلام بشكل كامل كل أولئك الذين
(٣٩)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»