بشارة أحمد في الإنجيل - محمد الحسيني الريس - الصفحة ٣٦
بغير طريق البيان لكسب القلوب والأرواح، وبناء على هذه الملاحظة فإن قسما منصفا يتقرب وينجذب إليه والقسم الآخر يبتعد عنه.
إن المسيح لم يكتفي بهذا المقدار في التذكير بل أصر في الجملة 29 من الباب 14 قائلا (أما الآن وقبل الوقوع أخبرتكم لكي يتسنى لكم الأيمان حين الوقوع) في الوقت الذي لا يحتاج الأيمان بروح القدس إلى توصية لكن الذي حدث هو إصرار المسيح بالمقدار الذي يدلل على أن المقصود ليس روح القدس.
ثانيا: - لقد جاء في حديث المسيح جملة تقول (سوف يعطيكم " فارقليط " آخر) فإذا قلنا إن المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلامنا معقولا وصحيحا ولكن إذا قلنا بأن المقصود هو روح القدس الآخر سوف لن يكون كلامنا معقولا ولا صحيحا، لأن روح القدس واحد وغير متعدد.
ب - (كل شئ قلته لكم سوف يذكركم به) (2) (وإن الروح الحقيقية من طرف الآب سوف تشهد لي بذلك) نحن نعلم أن الروح القدس نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب المسيح، فهل يجوز أن يكون هؤلاء المنتخبون الخلص قد نسوا جميع الأحكام التي علمها لهم المسيح في هذه المدة القصيرة حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة أخرى؟
وهل يحتاج المسيح إلى شهادة أصحابه؟ ولكن المقصود بهذه الشهادة هو الرسول الموعود، وبهذا تصبح الجملتان صحيحتين، لأن الأمة المسيحية على أثر طول الزمان وسرقة البعض لصفحات من الإنجيل وللتحريف الداخل عليه أصبحت أحكامه في عالم النسيان، وقد أجاب الرسول محمد على عامة الأحكام التي ينبغي أن يعمل بها إضافة إلى شهادته على نبوة عيسى ج 1 إنجيل يوحنا (14: 15) ج 2 إنجيل يوحنا (14: 26) عليه السلام، وتبرئته من التهم المنسوبة إليه بادعاء الألوهية والربوبية أو ما شابه ذلك فبرئت ساحة المسيح المقدسة من التهم والأقاويل.
ج - (إذا لم أذهب لن يأتي فارقليط) (1) إن ذهابه مشروط بمجئ " فارقليط " ومجئ فارقليط مشروط بذهاب المسيح، فإذا كان المقصود روح القدس، فإن نزوله على
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»