مجال التنحي عن الضراء، وبين أن يتحمل آثارها صابرا محتسبا طلبا لثواب الله وعطائه (1)، وفي كل الحالات لا يكون تعرضه للضراء أمرا معيبا طالما أن لديه علم مصالح الشريعة، وهي المصالح التي قد تتحقق بطرق التعرض للبلاء أكثر من غيره، والذي يتأمل أدنى تأمل في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وما تميزت به من تعرض الحسين (عليه السلام) إلى مظلوميات مأساوية شديدة، يدرك بركات الدرس الحسيني في تحمل الضر.
وقد يقال هنا كيف يمكن التوفيق بين ذلك وبين القضاء المحتوم؟ فإذا كانت صيغة القضاء المحتوم والمبرم قد حددت موته مثلا، فكيف يقال أن الإمام مخير في انتخاب أجله كما قال ثقة الإسلام الكليني (أعلى الله مقامه) (2) وللجواب عن ذلك هناك عدة اتجاهات ولكن