العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٩٥
باب قوله تعالى يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) الآية / 11 و 12 من سورة المعارج حدثنا الصلت بن محمد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال:
لما طعن عمر جعل يا لم فقال له ابن عباس: وكأنه يجزعه يا أمير المؤمنين، ولإن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقت وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولإن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون فقال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك من من الله به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضائه، فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي وأما ما ترى بي من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابك، والله! لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه " أخرجه البخاري (1 / 521) أخبرنا عمرو بن جرير البجلي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما طعن عمر بن الخطاب الطعنة التي هلك فيها، دخل عليه علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ورأسه في حجر عبد الله بن عمر فدعا بنبيذ فشرب منه فخرج من طعنته فقال بعضهم:
نبيذ، وقال بعضهم: دم، فدعا بشربه من لبن فشرب منه فخرج بياض اللبن، فعرف أنه ميت فقال لابن عمر: ضع رأسي ثكلتك أمك، قال: فوضع رأسه، فلما وضعه رأسه قال: ثكلتك أمك يا عمر: مرتين أو ثلاثا " لو كان لي ما بين المشرق إلى المغرب لافتديت به من هول المطلع ".
أخرجه الخطيب في " تاريخه " (11 / 168) عن الشعبي، عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال: ابشر يا أمير المؤمنين! أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله يعني الناس فقال عمر:
" المغرور من غررتموه، لو أن لي ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع " أخرجه الخطيب في " تاريخه " (7 / 325)
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»