الشيعة وفنون الإسلام - السيد حسن الصدر - الصفحة ١٦٠
ثم قالت ابنته يوما: يا أبت ما أحسن السماء بالضم على لفظ الاستفهام: فقال لها:
نجومها؟ قالت: إنما أتعجب من صنعتها فقال لها: قولي ما أحسن السماء وافتحي فاك، فصنف بابي التعجب والاستفهام.
وأنت خبير أن لا تنافي في هذه الروايات، فإن كلا سبب لتصنيف باب من أبواب النحو.
وأما ما ذكره ابن النديم في الفهرست والشيخ أبو الحسن سلامة بن عيان بن أحمد الشامي النحوي في أول كتاب المصباح في النحو، ولفظ الأول قد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئا أخذه عن علي كرم الله وجهه إلى أحد حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون للناس إماما ويعرف به كتاب الله فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ إن الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر، فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أفعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر.
قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي الأسود انتهى.
قلت: هذا لا ربط له في موضوع الكلام، فإن الكلام في سبب رسم علم النحو لا رسم المصحف، والعجب من هذين الفاضلين حيث ذكراه في سبب رسم النحو فتأمل.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»