اسم وفعل وحرف جاء لمعنى: فالإسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، فقال أبو الأسود يا أمير المؤمنين هذا كلام حسن فما تأمرني أن أصنع به فإنني زدت بإيقافي عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إني سمعت في بلدكم هذا لحنا كثيرا فاحشا، فأحببت أن أرسم كتابا من نظر فيه ميز بين كلام العرب وكلام هؤلاء، فابن عليه ذلك.
فقال أبو الأسود وفقنا الله بك يا أمير المؤمنين للصواب، انتهى.
قال رشيد الدين قال بن سلام الجمحي بعد نقل الرقعة وكتب عليه السلام كتبه علي بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه كنيته وقالوا هذا تركيب مثل دراحنا وحضرموت.
وقال الزمخشري في الفائق ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع لأنه أشهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يتغير.
وقال أبو القاسم الزجاج في أماليه عن أبي جعفر الطبري عن أبي حاتم السجستاني عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن سعيد بن مسلم الباهلي عن أبيه عن جده عن أبي الأسود الدؤلي أنه قال:
دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فرأيته مطرقا مفكرا فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، فقلنا إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة.
ثم أتيته بعد ثلاث فألقي إلي صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالإسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.