بعد الموت، تأنس إذا ذكرت بخير، ويعود عليها ما يهدى إليها من الأعمال الصالحة بالنفع والبركة - والحديث في هذا كثير وكثير - نذكر غير ما تقدم:
- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به (1).
- وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليها إلا عرفه ورد عليه السلام (2).
- وعنه صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه رجل فسأله: إن أبي مات وعليه حجة الاسلام، أفأحج عنه؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيت لو أن أباك ترك دينا عليه، أقضيته عنه؟
قال: نعم. قال: فاحجج عن أبيك (3).
هكذا ينتفع موتانا بدعائنا واستغفارنا لهم، وما نهديه إليهم من ثواب الأعمال الصالحة، ويستأنسون بالتسليم عليهم، وبقراءة القرآن عندهم، فما أحرى أن نذكرهم بذلك كله، ونحن المحتاجون إلى مثله في غد، ولا ندري لعله منا قريب، ومهما بعد عنا فإننا سائرون إليه وإنه لبالغنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.