فقال: يا رسول الله، استسق الله لامتك، فإنهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله في المنام، فقال: أئت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنهم مسقون، وقل له: عليك الكيس، الكيس فأتى الرجل عمر فأخبره (1).
وهذا وحده - بعد أن أقره ابن تيمية - كاف في دفع شبهته، وفي رد احتجاجه بتوسل عمر بالعباس على نفي جواز التوسل بدعاء الميت، ثم بالميت نفسه.
- وأخرج السبكي من حديث عائشة، أنه أصاب المدينة قحط، فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف.
ففعلوا، فمطروا حتى نبت العشب، وسمن الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي ذلك العام: (عام الفتق) (2).
وبهذا، بل ببعضه ثبتت صحة التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته.
الدرجة الثالثة:
التوسل بالجاه والحرمة..
قال ابن تيمية: لم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه، إلا ما رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد بن عبد السلام، فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إن صح الحديث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم! قال: ومعنى الاستفتاء: قد روى النسائي والترمذي وغيرها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول: