الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت - مركز الرسالة - ج ١ - الصفحة ٩٨
3 - إن من طعن في الرجعة باعتبار أنها من التناسخ الباطل، فلأنه لم يفرق بين معنى التناسخ وبين المعاد الجسماني، والرجعة من نوع المعاد الجسماني، فإن معنى التناسخ هو انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر منفصل عن الأول، وليس كذلك معنى المعاد الجسماني، فإن معناه رجوع نفس البدن الأول بمشخصاته النفسية، فكذلك الرجعة.
وإذا كانت الرجعة تناسخا، فإن إحياء الموتى على يد عيسى (عليه السلام) كان تناسخا، وإذا كانت الرجعة تناسخا كان البعث والمعاد الجسماني تناسخا (1).
وبعد هذا ليس لمتطفل على العلم أن يقول: وفكرة الرجعة شبيهة مع فارق كبير إلى الفكرة التناسخية التي جاء بها فيثاغورس... (2).
الشبهة الخامسة: ظهور اليهودية في التشيع بالقول بالرجعة.
يقول أحمد أمين في كتابه (فجر الإسلام): فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة! وقد أجاب أعلام الطائفة بما يفند مدعاه الذي لا يقوله ذو مسكه إذا أراد الإنصاف.
يقول الشيخ المظفر: فأنا أقول على مدعاه: فاليهودية أيضا ظهرت في القرآن بالرجعة، كما تقدم ذكر القرآن لها في الآيات المتقدمة (3)، ونزيده فنقول: والحقيقة أنه لا بد أن تظهر اليهودية والنصرانية في كثير من

(١) عقائد الإمامية، للمظفر: ١١٠. والإلهيات ٢: ٨٠٩. والملل والنحل ٦: ٣٦٤.
(٢) الشيعة والتصحيح، موسى الموسوي: ١٤٢ - ١٤٣.
(٣) ذكرنا الآيات التي أشار إليها في مقدمة البحث، وهي تدل على وقوع الرجعة في الأمم السابقة، وقد صرح القرآن الكريم بذكرها بما لا يقبل التأويل.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 » »»
الفهرست