الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت - مركز الرسالة - ج ١ - الصفحة ٩٦
والاحتجاج عليهم بضلالهم في الدنيا، فيقولون حينئذ * (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) * فقال الله عز وجل: * (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) * (1).
الشبهة الرابعة: الرجعة تفضي إلى القول بالتناسخ.
وللجواب على هذه الشبهة لا بد من بيان عدة أمور:
1 - تواترت الروايات عن أئمة الهدى (عليهم السلام) على بطلان التناسخ وامتناعه، واتفقت كلمة الشيعة على ذلك وقد كتبوا في ذلك مقالات ورسائل.
سأل المأمون الإمام الرضا (عليه السلام): ما تقول في القائلين بالتناسخ؟
فقال (عليه السلام): (من قال بالتناسخ فهو كافر مكذب بالجنة) (2).
ويقول الشيخ الصدوق (قدس سره): القول بالتناسخ باطل، ومن دان بالتناسخ فهو كافر، لأن في التناسخ إبطال الجنة والنار (3).
2 - إن الذين يقولون بالتناسخ هم أهل الغلو الذين ينكرون القيامة والآخرة، وقد فرق الأشعري في (مقالات الإسلاميين) بين قول الشيعة بالرجعة وقول الغلاة بالتناسخ بقوله:
واختلف الروافض في رجعة الأموات إلى الدنيا قبل القيامة، وهم فرقتان:

(١) المسائل السروية، للشيخ المفيد: 36 والآيتان من سورة الأنعام 6: 27 - 28.
(2) بحار الأنوار، للمجلسي 4: 320.
(3) الاعتقادات، للصدوق: 62.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 » »»
الفهرست