يا رسول الله، أي العمرين أطول؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الآخر بالضعف) (1).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (أيها الناس، إنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء، لكنكم من دار إلى دار تنقلون، فتزودوا لما أنتم صائرون إليه) (2).
إن اعتقادنا بعودة بعض الناس إلى الحياة بعد الموت لم يكن اعتباطيا، وإنما كان تبعا للآثار الصحيحة المتواترة التي حفلت بها كتب أصحابنا، واحتلت مساحة واسعة من أحاديث النبي وعترته الطاهرة (عليهم السلام) الذين ندين بعصمتهم من الكذب، وعلى هذا إجماعهم، وإجماعهم حجة لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) (3).
وقد دل الكتاب الكريم على الحشر الخاص قبل يوم القيامة، وهو عودة بعض الأموات إلى الحياة في قوله تعالى: * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) * (4) كما دل على الحشر العام بعد نفخة النشور في نفس السورة بقوله: * (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض) * إلى قوله تعالى: * (وكل أتوه داخرين) * (5)