الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ١٦
3 - وروى ابن بابويه: بسنده عن حنش بن المعتمر، قال: رأيت أبا ذر الغفاري رحمه الله آخذا بحلقة باب الكعبة، وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وإن مثلهما كسفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق " (1).
حديث الثقلين من طرق العامة:
4 - روى مسلم بن الحجاج في " صحيحه " قال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد، جميعا عن ابن علية - قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم -:
حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر ابن مسلم: إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت - يا زيد - خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت - يا زيد - خيرا كثيرا، حدثنا - يا زيد - ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: يا بن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما حدثتكم فأقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه.
ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين:
أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه.
ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،

(1) غاية المرام (ص 233) الحديث (72) من الباب (29).
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»