نعم هكذا يبدوا أن اشتراط العصمة في الإمام ليس من غرائب الأفكار أو من عجائب المعتقدات كما يبدو من كلام بعض الباحثين في المذاهب الإسلامية، بل ان ذلك الشرط هو المنسجم مع النصوص الشرعية القطعية، والفكر الديني الأصيل، بالإضافة إلى دليل العقل السليم.
لقد أقام المهوسون الدنيا وأقعدوها على الشيعة لأنهم قالوا بعصمة الأئمة، ولو كان لهم أدنى خبرة بكتاب الله وسنة نبيه، مع الإنصاف والرجوع إلى الحق لقالوا بمقالة الشيعة، وما ذنب الشيعة، إذا فرضت عليهم الأدلة القطعية الكثيرة القول، بل العقيدة بإمامة أئمة الهدى من أهل بيت نبيهم والاعتراف بعصمتهم من مطلق الذنوب والخطأ.
ألم يأمر الله تعالى بإطاعتهم مطلقا، ويقرن إطاعتهم بإطاعة الرسول، تماما وكمالا بحيث يجعلها بميزان واحد وأمر واحد وذلك بقوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ([النساء / 60]، راجع ما ورد في تفسيرها عن النبي (ص) (إكمال الدين) للصدوق، وراجع ما كتب في دلالتها العلامة السيد محمد تقي الحكيم في كتابه (الأصول العامة) ص 159 - ص 164.
ألم يعلن الله جل وعلا إذهاب الرجس عنهم دون غيرهم، والرجس الأعمال القبيحة والذنوب والمآثم، وإنه تعالى طهرهم منه تطهيرا تاما بقوله عز من قائل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ([الأحزاب / 34].