وان يكون أشجع الناس وأقواهم لدفع الفتن واستئصال أهل الباطل لأن فرار الرئيس وضعفه يورثان ضررا عظيما ووهنا جسيما، بخلاف الرعية، وأن يكون أسدهم رأيا وأشدهم حزما، ليوصل الناس بسديد رأيه وشديد حزمه إلى صلاحهم وإصلاحهم، وأعرفهم بطرق السياسة الحقة الحكيمة، ليرقى بهم إلى روح السعادة في الدارين وأزهدهم وأطوعهم لله عز وجل، لكي يقتدي الناس به وبزهده.
وهكذا يكون أحلمهم وأعفهم وأسخاهم وأحسنهم في الأخلاق الحسنة كافة وان تكون إمامته عامة أيضا على جميع الرعايا غير منحصرة في بعض دون بعض، ليلا يظهر الفساد فيمن لا ولاية له عليهم، وان يكون مبرأ من العيوب الموجبة لنفرة الخلق، في الخلق والخلق، كالجذام، والبرص، والعمش، والعرج وكالبخل، والحرص على الدنيا، والجفاء والغلظة على الرعية، كما يكون مبرءا أيضا من دناءة النسب والتولد من الزنا، إلى غير ذلك من الصفات الدنية والذميمة، ليكون الإمام بتحليته بالأفضلية والأكملية المطلقة وتخليته عن المساوئ والعيوب المخزية أقرب للأتباع له، والانقياد والتسليم لأوامره و الاقتفاء لآثاره لأن صلاح الرعية بصلاح راعيها ومن هنا جاء في الحديث عن الإمام جعفر بن محمد