ولم يبق بعدها بدري، وقتل من النساء والصبيان عدد كثير وكان الجندي من جنود يزيد يأخذ بيد الرضيع أو رجله ويجذبه من يد أمه فيضرب به الأرض فيخلط لحمه بعظمه ودماغه بدمه وأمه تنظر إليه، نص على ذلك ابن قتيبة الدينوري في (الإمامة والسياسة) (3).
ثم أمروا بالبيعة ليزيد على أنهم خول له وعبيد ان شاء استرق وان شاء أعتق، فبايعوه على ذلك وأموالهم منهوبة ونساؤهم مسلوبة ودماؤهم مسفوكة واعراضهم مهتوكة حتى قال السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء): افتض في تلك الوقعة ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار، وقال ابن الطقطقي في تاريخه المعروف ب (الفخري): ان الرجل من أهل المدينة بعد ذلك كان إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها و يقول لعلها افتضت في واقعة الحرة.
إمامة أهل البيت أمان من الفرقة فلو انهم تعبدوا بنص الرسول على علي (ع) لما وقع شيء من ذلك ولبقي الأمر بيد أئمة الهدى ولعاشت الأمة كلها بسعادة وهناء بلا فرقة ولا اختلاف، ولكانت الدنيا لهم جنة أولى، وهذه هي العلة في تشريع الله للإمامة وجعلها في أهل البيت (ع) كما أشارت إلى ذلك الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء في خطبتها بمسجد أبيها وقد تعرضت (ع) فيها إلى فلسفة العقائد والعبادات والأحكام الإسلامية، وذكرت موضوع الإمامة وفلسفتها فقالت (ع): وجعل - الله - إمامتنا أمانا من الفرقة.