وممن صرح بملاقاته لرسول الله (ص) مع الملائكة والنبيين عن احتضاره علي أمير المؤمنين، وفي ذلك روايات من طرق عديدة منها ما روى الصدوق في (الأمالي) بسنده عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين (ع) في مرضه الذي قبض فيه، فحل عن جراحته، فقلت: يا أمير المؤمنين ما جرحك هذا بشيء، وما بك من بأس، فقال لي: يا حبيب أنا والله مفارقكم الساعة، قال: فبكيت عند ذلك، وبكت أم كلثوم - من وراء الحجاب - فقال لها: ما يبكيك يا بنية؟ فقالت: ذكرت يا أبه انك تفارقنا الساعة فبكيت، فقال لها: يا بنية لا تبكين فوالله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت، قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا حبيب أرى ملائكة السماء والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني، وهذا أخي محمد رسول الله (ص) جالس عندي يقول: إقدم فإن ما أمامك خير لك مما أنت فيه، قال: فما خرجت من عنده حتى توفي.. الخ (1).
ومنها ما رواه ابن الأثير في (اسد الغابة) بسنده ونصه: عن عمرو ذي مر قال: لما أصيب علي (ع) بالضربة دخلت عليه وقد عصب رأسه، قال: قلت: يا أمير المؤمنين أرني ضربتك، قال: فحلها فقلت: خدش وليس بشيء، قال: إني مفارقكم، فبكيت أم كلثوم من وراء الحجاب، فقال لها: اسكتي فلو ترين ما أرى لما بكيت، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين ماذا