التحقيق في الإمامة و شؤونها - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٨٠
الوصية، وسأل الإمام عن الغيبة فذكر له: إنها حق، ولكنها تقع في الثاني عشر من الأئمة (ع) وأخبره بموت محمد بن الحنفية، وان أباه محمد بن علي الباقر (ع) شاهد دفنه، فرجع السيد الحميري عن مقالته واستغفر الله من اعتقاده، ورجع إلى الحق عند اتضاحه له، ودان الله بالإمامة، وقال في ذلك أشعارا كثيرة ومنها قصيدته التي يقول فيها:
وأيقنت ان الله يعفو ويغفر به ونهاني سيد الناس جعفر.
تجعفرت باسم الله والله أكبر ودنت بدين غير ما كنت داينا.
ومعلوم ان السيد كان شخصية لامعة، وهو كما عبر عنه الإمام الصادق (ع) بسيد الشعراء (1).

(1) كان السيد الحميري معاصرا للإمام الصادق ~ وكان قد لقبته أمه بالسيد عرف بهذا اللقب واشتهر به ثم عرف بسيد الشعراء وكان السبب في ذلك على ما روى الكشي في (رجاله) ص 245، ان أبا عبد الله ~ لقي السيد ذات يوم فقال له: سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء فأنشد السيد في ذلك:
علامة فهم من الفقهاء * أنت الموفق سيد الشعراء بالمدح منك وشاعر بسواء * والمدح مثل لهم بغير عطائي لو قد وردت عليهم بجزاء * من حوض أحمد شربة من ماء.
ولقد عجبت لقائل لي مرة * سماك قومك سيدا صدقوا به ما أنت * حين تخص آل محمد مدح الملوك ذو * العطا لعطائهم فأبشر فإنك فائز في حبهم * ما يعدل الدنيا جميعا كلها.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»