وفي نص: مثلت له أصحابه في الله ان كانوا أخيارا فخيارا، وان كانوا أشرارا فشرارا، وليس أحد يموت إلا تمثلت له عند موته (1).
ومن جهة ثالثة يمكن أن يكشف الله الحجب ويزيل الأغطية عن أبصار المحتضرين ويريهم النبي (ص) وأهل بيته بأجسادهم الطاهرة الأصلية، وأرواحهم المقدسة، ويسمعهم أيضا كلامهم ويريهم سائر حركاتهم وسكناتهم (ع) في جناتهم ومقامهم السامي عند ربهم.
ونستدل على هذا المعنى من عظيم قدرة الله عز وجل الباهرة بما قصه الله لنا في القرآن المجيد من إنه تبارك وتعالى يطلع أهل الجنة - وهم في الجنة - على أهل النار، كما يطلع أهل النار - وهم في النار - على أهل الجنة، ويخاطب بعضهم بعضا، ويسمع بعضهم خطاب بعض، بالرغم مما بينهم من بعد المسافات وكثرة الحجب التي لا يعلمها إلا الله.
وهذا المعنى قد استعرضه الله سبحانه بآيات عديدة من القرآن المجيد منها قوله تعالى في سورة الأعراف: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين (إلى قوله تعالى: (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ([الأعراف / 45 - 51].