أرواحهم ولا نرى عندهم أحدا، وأما مخالفة العقل فلأنه يمكن قبض أرواح الآلاف من الناس في آن واحد في أمكنة متعددة من شرق الأرض وغربها فكيف يحضرون عند كل من يموت في الشرق والغرب؟
فالجواب عن الأول وهو مخالفة الحس، فنقول: - ان الله قادر على أن يحجبهم عن أبصارنا دون أبصار المحتضرين لضرب من المصلحة - وهو على كل شيء قدير - والدليل على ذلك ما ورد في أخبار أهل السنة والشيعة في تفسير قوله تعالى: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ([الإسراء / 46].
فقد ورد ان الله تعالى طالما أخفى شخص النبي (ص) عن أعين أعدائه مع أن أولياءه كانوا يرونه وينظرون إليه.
قال الطبرسي في (مجمع البيان): (وإذا قرأت القرآن (يا محمد (جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة (وهم المشركون، (حجابا مستورا (قال الكلبي: وهم أبو سفيان، والنضر بن الحرث، وأبو جهل وأم جميل امرأة أبي لهب، حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن، وكانوا يأتونه ويمرون به ولا يرونه (1).
وقال السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ما نصه: أخرج أبن أبي حاتم عن زهير بن محمد: (وإذا قرأت القرآن (الآية قال: ذاك رسول الله (ص) إذا قرأ القرآن على المشركين بمكة سمعوا صوته ولا يرونه (2).