الصفة الرابعة: كونه (ص) داعيا إلى الله والصفة الرابعة كونه (ص) داعيا إلى الله باذنه أي يدعو إلى الله من الإقرار بتوحيده والامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه وسائر عباداته جل وعلا.
وهذه الدعوة منه (ص) بأذن تشريعي من الله له، أي ان الله هو الذي شرع له هذه الدعوة فهو إذا داعي الله في عباده، وما علينا نحن إلا أن نستجيب لهذه الدعوة المباركة التي تسبب لنا من جهة غفران ذنوبنا، وإخراجنا من العذاب الأليم، قال تعالى: (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ([الأحقاف / 32 - 33].
ومن جهة أخرى ان استجابتنا له (ص) تسبب لنا الحياة الروحية الحقيقية وبدونها نكون أمواتا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ([الأنفال / 25].
تدبروا هذه الآية الكريمة التي يخاطب الله بها المؤمنين بقوله (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول (ثم يقول (إذا دعاكم (ولم يقل: إذا دعاكما، فالضمير هنا يعود إلى الرسول فقط، ذلك لأن الرسول (ص) هو المباشر لهذه الدعوة باذن الله، وفلسفتها وعلتها، وفائدتها إنها