يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب: (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (45) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا (.
الصفة الثانية والثالثة: كونه (ص) مبشرا ونذيرا الصفة الثانية كونه (ص) مبشرا، أي يبشر كل من أطاع الله وأطاعه (ص) - بمطلق ما جاء به من الدين عقيدة وعملا - بحسن العاقبة في الدنيا، والجنة والنعيم المقيم في الآخرة.
والصفة الثالثة كونه (ص) نذيرا أي ينذر كل من عصى الله وعصاه - بمطلق ما جاء به (ص) من الدين عقيدة وعملا بسوء العاقبة والعذاب الأليم في الآخرة.
وقد جاء هذا النص المخاطب به النبي (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (مكررا في سورتي [الأحزاب] و [الفتح / 9] كما جاء في سورة الفرقان قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ([الفرقان / 56]، وقد قام النبي (ص) - امتثالا لأمر ربه - بواجب التبشير والتنذير بكل ما فيهما من معنى، حتى عرف (ص) وسمي بالبشير النذير.
ولم يقم بهذا الواجب الإلهي بتمامه وكماله نيابة عن النبي (ص) مثل ما قام به - بلا تغيير ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان - علي أمير المؤمنين وأبناؤه المعصومون من بعده، إذ هم أوصياؤه من بعده وخلفاؤه في أمته، وورثة علومه، وهم المبشرون والمنذرون بالتمام والكمال اللذين قام بهما النبي (ص).