وهذا ليس بغريب ولا عجيب من لطف أهل البيت وحنانهم لمحبيهم، لأن العادة قضت ان المحب الحقيقي يحضر عند محبوبه في وقت محنته وبلائه ليكون مساعدا له على ذلك.
وليت شعري أي محنة وبلاء أعظم من ساعة انتزاع الروح من الجسد ومفارقة الأحباب والمال والجاه والحياة التي هي أغلى كل شيء.
ومعلوم ان رسول الله (ص) والأئمة هم مثال العطف والحنان والرعاية والإحسان لشيعتهم ومحبيهم لذا يحضرون عندهم - وهم أحياء عند ربهم يرزقون - في مثل هذا المأزق الحرج والظرف العصيب ليكونوا مساعدين لهم ومنقذين لهم من ذلك البلاء، ومبشرين لهم بالخير العميم الذي سيقدمون عليه في عالمي البرزخ والقيامة.
يقول الإمام الصادق (ع) لمسمع بن عبد الملك البصري وكان من شيعته: يا مسمع أما أنك سترى - عند موتك - حضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها (1).