يعرض أولا على رسول الله (ص) ثم تحدث به فاطمة (ع) فهو يصح أن يكون من إملاء رسول الله (ص) وبأمره أيضا، وبهاتين الجهتين أو بأحديهما يرتفع الاختلاف بين التصريحين ولله الحمد.
وان كان المشهور انه من إملاء جبرئيل على فاطمة بعد وفاة أبيها (ص) وقد جاء هذا بعدة أحاديث منها ما جاء في حديث أبي عبيدة أنه سأل الإمام الصادق (ع) عن مصحف فاطمة، فقال (ع): ان فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما، وكان قد دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة (ع).
وفي حديث آخر مسند عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة، قال: فقلت: وما مصحف فاطمة؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكا يسلي عنها غمها، ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع) فقال لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته، فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا، قال: