التحقيق في الإمامة و شؤونها - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٢٧
ويؤيد ذلك قول النبي (ص) الشهير المروي بأسانيد عديدة وطرق كثيرة: نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد (1).
وكان علي (ع) يصرح بهذا على المنبر أمام الجماهير العامة فيقول: " نحن أهل بيت رسول الله لا يقاس بنا أحد " (2).
وهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب حينما سئل عن علي - بالنسبة إلى الصحابة - قال: علي من أهل بيت لا يقاس به أحد، وهو مع رسول الله (ص) في درجته، ثم استدل على ذلك بقول الله تعالى: ان الله يقول: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ([الطور / 22]، ثم قال: ففاطمة مع رسول الله في درجته، وعلي معهما (3).
فهذا علي وهؤلاء أبناؤه المعصومون هم أهل العلوم الإلهامية وهم مع رسول الله في درجته، وورثة علومه وعلوم الأنبياء والمرسلين من قبله الذين اجتباهم الله سبحانه وخاطبهم بقوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى

(١) راجع (ذخائر العقبى) لمحب الدين الطبري الشافعي باب ذكر أنهم لا يقاس أحد بهم ص ١٧ نقلا عن الملا في سيرته، و (أرجح المطالب) للشيخ عبيد الله الحنفي ص ٣٣٠، نقلا عن ابن مردويه في (المناقب) و (كنز العمال) للمتقي الهندي الحنفي ج 1 ص 218، والشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) نقلا عن الملا ص 192، و (مقام أمير المؤمنين) للشيخ نجم الدين العسكري ص 49.
(2) (أرجح المطالب) نقلا عن الديلمي في (فردوس الأخبار)، ونقله عن الفردوس أيضا المتقي الهندي في (كنز العمال) ص 218.
(3) (ينابيع المودة) ص 253 نقلا عن كتاب (مودة القربى) للسيد علي الشافعي.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»