التحقيق في الإمامة و شؤونها - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٦٤
فعلينا يا عباد الله أن نتوب إلى الله توبة نصوحا، ونسأله أن يهب لنا ما اقترفناه من الذنوب، وما خالفنا به من الحق ونتضرع إليه بما جاء في دعاء كميل بن زياد ونقول:
" إلهي وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها وبالقضية التي حتمتها وحكمتها وغلبت من عليه أجريتها أن تهب لي في هذه الليلة وفي هذه الساعة كل جرم أجرمته وكل ذنب أذنبته وكل قبيح أسررته وكل جهل عملته كتمته أو أعلنته أخفيته أو أظهرته، وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهودا علي مع جوارحي وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم وبرحمتك أخفيته وبفضلك سترته... الخ ".
نعم المؤمن بالمعاد يوم القيامة والحساب والثواب والعقاب، والذي إذا اقترف ما اقترف من الذنوب يستغفر الله ويتوب إليه منها فان الله يستر عليه ذنوبه ويخفيها حتى على ملكيه، ويؤيد ذلك ما رواه المحدثون ومنهم شيخنا الكليني في الكافي بسنده عن معاوية بن وهب أنه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت كيف يستر عليه؟ قال (ع): ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»