[ق / 22]، أي تجيء كل نفس من المكلفين في يوم الوعيد ومعها سائق يسوقها، أي يحثها على السير إلى الحساب، وشهيد من الملائكة يشهد عليها بما يعلم من حالها، وبما شاهده منها، وكتبه عليها، فلا يجد إلى الهرب ولا إلى الجحود سبيلا.
ومن جهة خامسة تشهد عليه أيضا جوارحه كلها بما اقترف بها من السيئات قال تعالى في سورة يس: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ([يس / 66]، أي تشهد عليه كل من الأيدي والأرجل بما اكتسب بواسطتهما من المعاصي الخاصة بهما.
أعضاء الإنسان كلها تشهد عليه ويظهر من مجموع الآيات التي تستعرض هذا الموضوع ان ذكر الأيدي والرجل فقط دون بقية الأعضاء من باب الأنموذج، وإلا فالأعضاء كلها تشهد عليه قال تعالى في سورة الإسراء: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ([الإسراء / 37].
ومعنى الآية: لا تتبع ما ليس لك به علم في مجموع تصرفاتك واتجاهاتك عقيدة وعملا، لأن الله سيسأل السمع والبصر والفؤاد، وهو النفس الإنسانية، عما اعتقدت به من العقائد وقامت به من الأعمال ويسأل السمع هل كان ما سمعه معلوما مقطوعا به أنه حق أم لا؟