ويسأل البصر هل كان حقا بينا أم لا؟ ويسأل الفؤاد هل كان ما اعتقده وفكر به حقا لا شك فيه أم لا؟ وهي بدورها لا محالة ستجيب بالحق وتشهد على ما هو الواقع، فإذا شهدت بما أعتقد وعمل من باطل وجهل يكون ماله حينئذ الخسران والعياذ بالله ولا يقبل منه عذر أبدا.
وقال تعالى في سورة النور: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ([النور / 25]، وقال تعالى في سورة فصلت السجدة: (يوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون (19) حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون (21) وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون (22) وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ([فصلت / 20 - 24]، وقال إمامنا أمير المؤمنين (ع) في بعض خطبه يصف فيها هول يوم القيامة: " ختم على الأفواه فلا تكلم، وقد تكلمت الأيدي وشهدت الأرجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا " (1).