قول الله عز وجل: (عالم الغيب والشهادة (انه قال: الغيب ما لم يكن، والشهادة ما قد كان (1) قوله (ع): - " ما لم يكن " أي ما لم يكن بعد، وما لم يكن أصلا، " ما قد كان " أي ما قد حدث بالفعل فقط.
وعلى كل فالله سبحانه هو خالقنا ومالكنا ولا يخفى عليه شيء من أعمالنا وسرائرنا وهو المحيط بنا قال تعالى: (ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا ([النساء / 127]، فلكونه محيطا بكل شيء فهو يرى ويشاهد عباده وأعمالهم ونياتهم ويعلمها بلا حاسة إذ: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ([الشورى / 12]، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد كما نصت الآية الكريمة: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ([ق / 17].
فقوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم (المراد بذلك كما ذكرنا سابقا انه سيعلمها موجودة بعلم الشهادة بعد أن علمها وهي معدومة بعلم الغيب، قال تعالى: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ([يونس / 15].