مقام أبيه من بعده - أعلم أهل زمانه على الإطلاق، وأعترف بذلك الخاصة والعامة.
قال ابن حجر في (الصواعق المحرقة): وكان وارث أبيه علما ومنحا، ونقله عن (الصواعق) الشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) (1).
وثبت هذا حينما رجع الناس إليه من الراعي والرعية، والصديق والعدو، واختبروه بأنواع الاختبارات وسألوه عن مختلف العلوم والمعارف وإذا علمه (ع) - وهو أبن ست سنين واشهر - كعلم سميه علي أمير المؤمنين باب مدينة علم الرسول الأعظم (ص) وقام بالإمامة بعده أبنه الحسن العسكري، وأخيرا قبض الحسن (ع) مسموما وعمره يومئذ ثمان أو تسع وعشرين سنة، والإمام بعده ابنه الحجة المهدي (عج) وعمره يومئذ خمس سنين، وآتاه الله ما آتى آباءه الطاهرين من العلم والفضل العميم.
قال ابن حجر في (الصواعق المحرقة) بعد ذكره لأبيه الحسن العسكري، ووفاته بالسم بما نصه قال:
ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين ولكن آتاه الله فيها الحكمة ويسمى القائم المنتظر... الخ (2).