وما هو نوع هذا الخمر الذي يخدع الناظر إليه ويبان لناظره كاللبن؟ ألم يكن العرب والمسلمين في تلك الأيام على معرفة ألوان ورائحة الخمور واللبن؟!!
* قال العاملي:
أولا: رواية النسائي في سننه المعروفة ليس فيها عبارة لعن ابن عباس لمعاوية كما قال عمر. لكنها موجودة في سنن البيهقي 5 / 112، وسندهما واحد، وقد قال عنه الحاكم في المستدرك: 1 / 465: (صحيح على شرط الشيخين) فلا تزوير فيه من الأخ فرات ولا من أحد، بل فيه اشتباه سنن البيهقي بالنسائي. على أن الراجح في مثل هذه الحالة أنهم أسقطوا من نسخة النسائي (لعنهم الله). وقد نقلها السيد علي الشهرستاني في كتابه وضوء النبي: 2 / 192، عن النسائي في سننه (المجتبى) لأن سنن النسائي اثنان كبير ومجتبى.
ثانيا: مسألة نهي معاوية عن التلبية في عرفة، ليست من المطاعن القوية عليه، فيصح ما ذكره عمر، ويمكن القول فيها إنها مسألة فقهية.
ثالثا: أما مسألة شرب معاوية الخمر وتجارته فيها، فلا ينفع فيها دفاع عمر ولو انضم إليه أبو بكر وعثمان! لأنها طعن ثابت على معاوية في مصادر السنيين، وقد عقد الأميني رحمه الله في كتابه الغدير 10 / 179، فصلا بعنوان معاوية والخمر، وأورد نصوصه ذلك من مصادرهم.
ومما أوجب فضيحة معاوية واشتهار قصته مع الخمر شربا وتجارة، ما وقع له مع الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الذي اعترض على معاوية في الشام في خلافة عثمان، وأراق روايا من قافلة خمر لمعاوية كما تقدم، وتطورت المسألة بينهما ووصلت إلى عثمان، وأصر ابن الصامت على عدم صمته،