الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٤٥
وفكرية خانقة، وحسم كهذا يستوجب أن يلتزم بالمقاييس والمواصفات الأربع التي رأيناها في الإمامة وأعني بها النص والعصمة والتشخيص والامتداد.
ولعل الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) تفتتح شأن الهداية الربانية في هذا المجال، فعبر هذه الآية نجند أن شأن الطاعة المطروحة هنا إنما هو شأن إمامة كاملة المواصفات بعد الرسول (ص)، وذلك لأن الطاعة التي أوليت هنا لأولي الأمر لا يمكن تفسيرها بشكل منطقي ومتكامل بمعزل عن التنصيب الإلهي لمن وصف بولاية

[المائدة: ٥٠] فسترجعنا مرجعية الحكم الإلهي إلى نفس المصداق الاجتماعي الذي شخصته السماء من قبل كما في قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجددوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) حيث قرن الحاكمية بالإيمان مما يبقي مسألة المرجعية للشرعية مرتبطة كليا بالعبد الديني وحينما يكون الأمر بهذا المستوى فمن الخطل البحث الشرعية بعيدا عن رؤى السماء!.
١ - النساء: ٥٩.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست